تصاعد أسعار النفط بفعل التوترات في الشرق الأوسط.
عادت أسعار النفط إلى الارتفاع في نهاية الأسبوع بعد انخفاض كبير يوم الخميس، رغم استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان. ووفقًا لنشرة “أويل برايس” المتخصصة، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.26% ليصل إلى 68.52 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بنسبة 0.94% ليبلغ 72.27 دولارًا للبرميل. ويُتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر إذا ما تدخلت إيران لدعم حزب الله.
وأشارت “أويل برايس” في تقريرها مساء الجمعة إلى أن هذه الزيادات تعود بشكل رئيسي إلى التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، خاصة الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله. وأثارت هذه التقلبات مخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات النفط والمسارات البحرية.
وفي نفس السياق، حذر محللون في شبكة “إيه بي سي” الأميركية من أن تصاعد الحرب في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مما سيزيد من التضخم في الولايات المتحدة، ويرفع أسعار العديد من السلع الأساسية مثل البنزين والبلاستيك. ورغم أن اضطرابات سلاسل التوريد لم تحدث كما توقع البعض في بداية الحرب، إلا أن أي ارتفاع جديد في أسعار النفط قد يترك آثارًا كبيرة على الاقتصاد الأميركي.
وشهد منتصف الأسبوع ارتفاعًا بنسبة 1.5% في أسعار النفط نتيجة المخاوف من توسع الحرب، حيث زادت الأسعار بأكثر من 8% خلال الأسبوعين الماضيين مع تصاعد النزاع في المنطقة. ومع ذلك، لم تصل الأسعار إلى ذروتها المسجلة في عام 2022، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين ومخاوف الركود في أوروبا والولايات المتحدة.
ووفقًا للخبراء، فإن استمرار تصاعد الصراع في الشرق الأوسط سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز. وأوضح جيسون ميلر، أستاذ إدارة سلسلة التوريد في جامعة ميشيغان، أن الخطر الأكبر هو الزيادة الحادة في أسعار النفط الخام، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين وتأثيرات تضخمية تمتد إلى معظم الصناعات.
وتخشى الحكومة الأميركية من أن يؤدي توسع الحرب إلى اضطراب إمدادات النفط وعودة التضخم للارتفاع، وهو سيناريو قد يشكل كارثة للاقتصادات الأميركية والغربية.
وفي تطور خطير، شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت المقر الرئيسي لحزب الله في بيروت يوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل حسن نصر الله، الأمين العام للحزب. ويؤثر هذا التصعيد بشكل مباشر على حركة الشحن البحري في المنطقة، خاصة مع زيادة الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن الأميركية والإسرائيلية.
وذكرت “أويل برايس” أن حالة عدم اليقين المتزايدة في المنطقة، إلى جانب المخاوف من ضربات مباشرة على موانئ إسرائيلية مثل حيفا وإيلات، أدت إلى ارتفاع تقييمات المخاطر المتعلقة بالشحن ونقل النفط. ومن المتوقع أن ترتفع أقساط التأمين مع احتمال تضرر البنية التحتية البحرية في إسرائيل والدول المجاورة.
ومع استمرار عدم الاستقرار، يتوقع الخبراء أن يستمر ارتفاع أسعار النفط إذا تصاعد الصراع أكثر.