ثورة محتملة قد تغيّر العالم: “الهيدروجين الذهبي” ثروة تتفوق على النفط و الغاز
يعتبر الهيدروجين الأبيض مصدرًا واعدًا للطاقة النظيفة والمستدامة، إذ يتم استخراجه من عمليات طبيعية في أعماق الأرض. يتكون الهيدروجين الأبيض من جزيئات هيدروجين منفصلة خالية من الكربون وغير مرتبطة بعناصر أخرى، وتم اكتشافه لأول مرة في عام 2007 في منجم للذهب والبلاتين في جنوب إفريقيا.
هذا المصدر الواعد يوجد بشكل حر في طبقات الأرض، وتتطلب عمليات حفر معقدة للوصول إليه، مثل تلك المستخدمة في آبار النفط. يُعد الهيدروجين الأبيض مصدرًا وفيرًا ومتجددًا للطاقة، حيث يمكن استخلاصه من مصادر الوقود الأحفوري بكميات كبيرة، ورغم ذلك، يتطلب استخراجه استخدام تقنيات معقدة مقارنةً بالوقود التقليدي، مما يزيد من تكلفة الاستخراج والتخزين والتوزيع، وهو ما يشكل تحديًا في تبنيه بشكل واسع.
يتميز الهيدروجين الأبيض بعدم إصداره لثاني أكسيد الكربون عند احتراقه لإنتاج الطاقة، مما يجعله خيارًا نظيفًا مقارنةً بالوقود الأحفوري. من المتوقع أن يلعب دورًا هامًا في تحقيق الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة في المستقبل. ويمكن أن يكون أكثر نظافة وأقل تكلفة من الهيدروجين الأزرق والأخضر.
ووفقًا لدراسة حديثة، يوجد حوالي 5 ترليون طن من الهيدروجين الأبيض داخل الخزانات الجوفية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن معظم هذا المخزون لا يمكن الوصول إليه حاليًا، فإن استخدام تقنيات استخراج بنسبة صغيرة يمكن أن يلبي طلب البشرية لعدة قرون.
تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تكون أكبر منتج للهيدروجين في العالم، في خطوة تعزز من مكانتها كدولة تسعى لتصدير النفط عالميًا وتقود في مجال الوقود النظيف في العقود المقبلة.
وتشير التوقعات إلى نمو سوق الهيدروجين في المملكة العربية السعودية بشكل كبير، حيث يُتوقع أن يصل إلى حوالي 2.5 مليون طن في عام 2023، ويستمر في النمو بمعدل سنوي يبلغ 2.2% حتى عام 2034.
تتيح ميزات الهيدروجين الأبيض فرصًا كبيرة، فهو يُعتبر مصدرًا وفيرًا ومتجددًا للطاقة، ويمكن استخدامه بفاعلية في عمليات التوليد الكهربائي والصناعات الكيميائية والبتروكيماويات، إلى جانب استخدامه كوقود للمركبات الهجينة والكهربائية.
على الرغم من هذه المزايا، يواجه الهيدروجين الأبيض تحديات تشمل الانبعاثات الكربونية أثناء استخراجه، والتكلفة العالية للتقنيات المتطلبة في عمليات التحضير والتوزيع. كما يتطلب إقامة بنية تحتية مناسبة وتطوير تقنيات أكثر نظافة لتحسين جوانب الاستخراج.
