كشفت شبكة “ذا دبلومات” عن توقف تنفيذ الصفقة الصينية، ضمن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين للاستثمار في إفريقيا والشرق الأوسط، بسبب معارضة مسؤولين عراقيين.
وأوضحت الشبكة أن مسؤولين نافذين في الحكومة العراقية أبدوا قلقهم من تزايد النفوذ الصيني داخل العراق إلى مستويات غير مسبوقة. وأشارت إلى أن بعضهم يرى أن الاعتماد المفرط على الاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجال البنى التحتية، قد يضعف استقلالية العراق في اتخاذ قراراته الاستراتيجية.
وأضاف التقرير أن العراق، كغيره من دول الشرق الأوسط، يحاول الحفاظ على توازن حساس بين علاقاته مع الشرق والغرب، وضمان سيادته في اتخاذ القرارات. ومع ذلك، فإن النفوذ الصيني المتنامي يثير جدلاً داخليًا، إذ ترى بعض الأطراف أنه يتعارض مع استقلالية العراق، خاصة في ظل وجود نفوذ أمريكي قائم.
الشبكة أوضحت أيضًا أن الولايات المتحدة، التي أنفقت نحو 90 مليار دولار على العراق منذ 2003، تعارض تزايد النفوذ الصيني في البلاد، لأنه يشكل تحديًا لمصالحها الاستراتيجية.
وتناولت الصفقة الصينية التي أُبرمت في 2019، والتي تقضي بأن تستثمر الصين 10 مليارات دولار في إعادة إعمار البنى التحتية العراقية، مقابل التزام العراق بتزويد الصين بـ100 ألف برميل نفط يوميًا لمدة عشرين عامًا. ويرى بعض القادة المحليين أن هذا الاتفاق يمنح الصين نفوذًا استراتيجيًا غير مرغوب فيه داخل العراق.
وأكدت الشبكة أن العمل بالصفقة متوقف حاليًا بناءً على موقف بعض المسؤولين العراقيين، مع وعود صينية بتقديم تطمينات للحكومة العراقية لاستئناف المشروع، الذي وصفته الشبكة بأنه “مثير للجدل” في الأوساط العراقية.
