اقتصاد عراقيطاقة ونفط

العراق يقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المشتقات النفطية بحلول 2025.

يشهد العراق منذ أكثر من عقد تحديات جمة في توفير المشتقات النفطية، خاصة البنزين وزيت الغاز والنفط الأبيض، بسبب ضعف البنية التحتية لتكرير النفط نتيجة الحروب المتعاقبة والفساد. ومع ذلك، تسعى الحكومة العراقية جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المشتقات من خلال إعادة تأهيل وتطوير المصافي الوطنية وتنفيذ مشاريع جديدة لزيادة طاقة الإنتاج.

وقد بدأت الخطط الجديدة تؤتي ثمارها بتحقيق الاكتفاء الذاتي في المشتقات النفطية، التي كان العراق يصرف عليها مليارات الدولارات سنوياً، واقتراب تحقيق “صفر استيراد” للبنزين. وفقاً لشركة سومو الوطنية، استورد العراق 4.7 مليون طن من البنزين وزيت الغاز والنفط الأبيض خلال العام الماضي.

مدير إعلام شركة توزيع المنتجات النفطية، رافد صادق، أوضح في حديثه له أن عملية إيقاف استيراد المنتجات النفطية وتحقيق الاكتفاء الذاتي مستمرة، حيث أشار إلى أن العراق كان يستورد مجموعة من المنتجات النفطية مثل زيت الغاز والبنزين والنفط الأبيض حتى إعادة تشغيل مصفيي كربلاء وبيجي مع مجيء الحكومة الحالية.

وأضاف صادق أن دخول المصافي إلى الخدمة ساهم في تخفيض استيراد البنزين من 16 مليون لتر إلى 6-7 ملايين لتر، وكذلك في مادة زيت الغاز. وأكد أن العراق استطاع تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة زيت الغاز والنفط الأبيض، مما انعكس إيجاباً على المواطنين.

وأشار صادق إلى أن المشاريع الاستراتيجية المهمة التي من المتوقع أن تدخل الخدمة في المرحلة المقبلة، قد تمكن العراق من تحقيق صفر استيراد من مادة البنزين. كما ذكر أنه في العام الماضي تمت زيادة توزيع النفط الأبيض على المواطنين نتيجة وفرته، حيث تم توزيع 100 متر لكل بطاقة وقودية بدءاً من شهر تموز، مما سيؤثر إيجابياً على الشتاء المقبل.

فيما يتعلق بزيت الغاز، أكد صادق أن هناك اكتفاءً ذاتياً، حيث تم دعم المولدات الأهلية بـ40 لتراً لكل 1 KVA بواقع 200 دينار. وأوضح أن الخطط مستمرة لتحقيق صفر استيراد من مادة البنزين، بعدما تم تخفيض الاستيراد بنسبة 60%.

من جانبها، كشفت شركة سومو عن استيرادها 536.2 ألف طن من البنزين خلال الربع الأول من عام 2024. وأكدت الشركة توقف استيراد النفط الأبيض وزيت الغاز تماماً، بعد أن كان يتم استيرادها بملايين الدولارات سنوياً.

الخبير الاقتصادي حمزة الجواهري رجح إيقاف استيراد المشتقات النفطية وتحقيق الاكتفاء الذاتي بنهاية العام الحالي، حيث كان العراق يستورد هذه المشتقات بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار سنوياً. وأكد الجواهري أن العراق قد يحقق الاكتفاء الذاتي في مادة البنزين بنهاية العام الحالي مع زيادة الإنتاج.

وزير النفط حيان عبد الغني أشار في وقت سابق إلى أن مصافي الشمال التي تم تدميرها من قبل عصابات داعش الإرهابية تم إعادة تشغيلها بطاقة 150 برميل يومياً. وأوضح أن هناك مشروعاً واعداً في مصافي الجنوب لإنتاج البنزين بطاقة 4,500 متر مكعب، مما سيغني العراق عن استيراد البنزين.

الحكومة تعمل حالياً على خطة لتقليص استيراد المشتقات النفطية بشكل تدريجي، والذي يكلف سنوياً أكثر من 4 مليارات دولار، حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه الموارد بحلول نهاية عام 2025.

يستورد العراق مشتقات النفط نتيجة ضعف البنية التحتية لتكرير النفط، رغم كونه ثاني أكبر مصدّر للنفط الخام في منظمة أوبك، حيث ينتج حوالي 4.25 ملايين برميل يومياً لكنه ملزم بتصدير قرابة 3.2 ملايين برميل وفق اتفاق تحالف أوبك+.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى