منذ إطلاقه عام 2016، أحدث Pokémon GO ثورة في عالم الألعاب المحمولة، حيث دفع الملايين للخروج إلى الشوارع بحثًا عن المخلوقات الافتراضية، محولًا الحدائق والساحات وحتى المتاجر إلى ساحات معارك حقيقية لعشاق البوكيمون. والآن، بعد ما يقرب من عقد من الزمن، يشهد هذا التطبيق الشهير تغييرًا كبيرًا، حيث أصبحت السعودية أحد المالكين الجدد للعبة، رغم أنها ليست اسمًا مألوفًا في عالم صناعة الألعاب.
صفقة بمليارات الدولارات
أبرمت السعودية صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار للاستحواذ على جزء من أعمال شركة Niantic، المطورة للعبة Pokémon GO، وذلك عبر استوديو Scopely، الذي اشترته المملكة في عام 2023. ورغم هذا الاستحواذ، ستظل حقوق الملكية الفكرية مملوكة لشركة The Pokémon Company.
كما تتضمن الصفقة ألعابًا أخرى مثل Pikmin Bloom وMonster Hunter Now، بالإضافة إلى أدوات تكنولوجية مثل Wayfarer وCampfire. وعلى الرغم من أن الصفقة لا تزال خاضعة للموافقات التنظيمية، إلا أن Scopely أكدت احتفاظها بالمطورين الأصليين لضمان استمرارية اللعبة دون تغييرات كبيرة في الوقت الحالي.
لماذا تهتم السعودية بقطاع الألعاب؟
تسعى السعودية إلى تقليل اعتمادها على النفط وتنويع اقتصادها، وضمن هذه الرؤية، تستثمر بشكل كبير في صناعة الألعاب الإلكترونية. فقد خصصت المملكة أكثر من 40 مليار دولار لتعزيز وجودها في هذا القطاع بحلول عام 2030، مستحوذة على ألعاب شهيرة مثل Monopoly GO وStumble Guys وMARVEL Strike Force، والآن تضيف Pokémon GO إلى قائمتها.
مستقبل Pokémon GO وNiantic
يثير هذا التغيير تساؤلات حول مستقبل اللعبة، لكن Scopely تؤكد أن أي تعديلات ستكون تدريجية ولن تؤثر على تجربة اللاعبين في المدى القريب، رغم احتمال زيادة التركيز على تحقيق الأرباح مستقبلًا.
أما Niantic، التي بلغت ذروة نجاحها مع 500 مليون لاعب في عامها الأول، فقد واجهت تحديات عديدة بعد الجائحة، حيث ألغت عدة مشاريع وسرحت أكثر من 300 موظف عام 2023. ومع تخليها عن أبرز نجاحاتها، تستعد الشركة لإعادة تشكيل نفسها تحت اسم Niantic Spatial Inc.، حيث ستركز على تطوير الذكاء الاصطناعي الجغرافي وإنشاء خرائط متقدمة للأجيال القادمة.
الآن، يبقى السؤال: هل ستنجح السعودية في تعزيز مكانتها في عالم الألعاب كما تخطط؟
