ارتفاع أسعار النفط وسط التوترات في الشرق الأوسط والتجارة العالمية.
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا اليوم الاثنين، مدفوعة بتعهد الولايات المتحدة بمواصلة استهداف الحوثيين في اليمن حتى توقف هجماتهم على السفن التجارية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 41 سنتًا أو 0.6% لتصل إلى 70.99 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 03:36 بتوقيت غرينتش، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتًا أو 0.6% لتصل إلى 67.58 دولارًا للبرميل.
وتُعد الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة، التي أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنها أسفرت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل، واحدة من أكبر العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
وأفادت وكالة رويترز بأن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تسببت في اضطراب التجارة العالمية، مما أجبر الجيش الأمريكي على تنفيذ عمليات مكلفة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة.
يأتي هذا الارتفاع بعد أن سجلت أسعار النفط الأسبوع الماضي مكاسب طفيفة، منهية بذلك سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أسابيع نتيجة مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات حكومية صينية صدرت اليوم الاثنين أداءً اقتصاديًا متباينًا، حيث تباطأ الإنتاج الصناعي خلال شهري يناير وفبراير، في حين سجلت مبيعات التجزئة نموًا طفيفًا. ولتعزيز الطلب المحلي، كشفت الحكومة الصينية عن “خطة عمل خاصة” تهدف إلى دعم الاستهلاك والانتعاش الاقتصادي، وسط استمرار التعريفات الجمركية الأمريكية ضد الصين، أحد أكبر شركائها التجاريين.
وفي ظل هذه التحديات، قام محللو جولدمان ساكس بمراجعة توقعاتهم لأسعار النفط، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد ينمو بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا، نتيجة التعريفات الجمركية المفروضة على عدة دول، بما في ذلك كندا والصين والمكسيك.
وذكر المحللون في مذكرة لهم: “نخفض توقعاتنا لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 بمقدار 5 دولارات ليصل إلى 71 دولارًا للبرميل، بينما نتوقع أن يكون خام غرب تكساس الوسيط عند 67 دولارًا. كما نحدد نطاق أسعار خام برنت بين 65 و80 دولارًا، فيما نتوقع أن يصل متوسط سعر برنت في 2026 إلى 68 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 64 دولارًا.”
يظل سوق النفط متأثرًا بعوامل جيوسياسية واقتصادية معقدة، مما يجعل توقعات الأسعار متقلبة في ظل استمرار التوترات العالمية.
