تحول نظرة الإعلام الغربي نحو الصين: من النقد إلى التوازن.

شهدت تغطية الإعلام الغربي لجلسات “الدورتين” السنوية في بكين تغيرًا ملحوظًا، حيث خفتت حدة الانتقادات مقابل زيادة التحليل الموضوعي. أظهرت دراسة تحليلية لمحتوى وسائل إعلام بريطانية وأمريكية أن نسبة التغطية السلبية للصين في 2019 بلغت 70%، لكنها تراجعت إلى 40% بحلول 2025، مع ارتفاع نسبة التغطية المحايدة والإيجابية، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد.
يعود هذا التحول إلى عوامل متعددة، منها النتائج الواضحة لسياسات الصين الاقتصادية، حيث ساهم الاستهلاك النهائي بـ 44.5% من النمو الاقتصادي عام 2024، إلى جانب طفرة في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 40%. كما عززت الاستثمارات في التكنولوجيا، مثل شبكات 5G والطاقة المتجددة، مكانة الصين كمنافس عالمي قوي، مما أجبر الغرب على إعادة تقييم موقفه.
فيما يخص البيئة، أصبحت الصين رائدة في إنتاج الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، حيث استحوذت على 80% من القدرة الإنتاجية العالمية، ما جعلها قوة مؤثرة في التحول نحو الطاقة النظيفة.
ورغم استمرار الشكوك حول استهلاك الفحم، فإن التزام الصين بالتنمية الخضراء يلقى اهتمامًا عالميًا. في ظل تقلب السياسات الاقتصادية في الغرب، تبدو استراتيجيات الصين المستقرة أكثر جاذبية، مما يسهم في تحول السرد الإعلامي نحو رؤية أكثر توازناً.
لضمان علاقات بناءة، يجب أن تتسم التغطية الغربية بالتوازن، مع الاعتراف بإنجازات الصين جنبًا إلى جنب مع النقد البناء، مما يمهد لعلاقة أكثر استقرارًا بين الجانبين.